fahd 10 Posted November 4, 2008 Partager Posted November 4, 2008 لو تصوّرنا سائق حافلة كلفته الشركة بمهمة نقل الركاب في اتجاه معين وأعطته خريطة توضح له نقاط توقف الباص واتجاه السير، ووعدته بمكافأة إن أحسن في عمله، وبدأ عمله، ولكنه لم يلتفت إلى خريطة السير، ولا يتوقف عند المحطات. وبدأ ركاب الحافلة في الاعتراض لأهمية توقفهم في محطات نزولهم، بلا جدوى ولا فائدة، فهذا طالب سيفوته موعد امتحانه، وهذه سيدة قد جاء وقت خروج طفلها من الروضة ولا بد من إحضاره، وهذا موظف قد تأخر عن عمله، وهذا مريض لاح له مكان المستشفى ولا يستطيع النزول لسرعة سير الحافلة وعدم توقفه... ألح عليه الركاب بالتوقف بلا فائدة وكأنه لا يسمع ولا يرى تذمرهم واستياءهم، وظل هكذا حتى وصل إلى المحطة الأخيرة فأوقف الحافلة وبجمود شديد ترك مكانه وذهب إلى رئيسه طالباً مكافأته، فقد سار بلا توقف وأصابه التعب.. بالطبع ارتسمت الدهشة على وجوه الركاب وسجلوا شكواهم، فكان مصيره الطرد، فهو لم يتقيد بنظام، ولم يتبع منهج الشركة، بل أسرع على هواه، فدبّت الفوضى وتسبب في إيذاء الآخرين، وكان يجب عليه أن يلتزم بقواعد الشركة التي قبل العمل بها حتى يحافظ على عمله ويستحق مكافأته، ويعين الآخرين على أداء مصالحهم. والمسلم لا يبتعد كثيراً عن هذا التصور، فقد رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فعليه أن يلتزم بالقواعد الأساسية التي وضعها الرحمن لتسيير العالم الذي خلقه، وعليه أن يتبع المنهج الذي حدده له صلى الله عليه وسلم ، وأن يخلص في ذلك حتى يحقق أعلى كفاءة ويستحق بالفعل رضا الله سبحانه وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجنة عرضها السموات والأرض،. Citer Link to post Share on other sites
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.