Capo 372 Posted September 26, 2020 Partager Posted September 26, 2020 تنساب المياه المالِحة على ساقيها العاريتين، وتدغدغ قطراتها خدّيها الحمراوين، وتنتشي بفورة شبابها وحرارة عشق هلامي مُنبثقة من جسمها المُكتنز. تحلّق بأمانيها في الأعالي وتقبل حمرة الشمس الغائبة وترسم بأشعتها الهاربة أجمل الأحلام، وتصول وتجول بين الأزهار، ولا تلمس أبداً تلك الأحراش. أحبك... همست بها في أذنه بصوتها الرخيم ونظرت في عينيه بوثوق شديد والتصقت الأجساد في حركة بريئة تصدق اعتقادها في حب أبدي يعبد منعرجات الزمن ويكسر مطبّات الأيام. هناك فوق صخرة مقابلة لمسرحهما، فراشة أخرى تحلّق بجناحيها فوق السحاب، وترشف رحيقاً ليس كالرحيق، وتُعَلّم الطيور التغريد، وتسبح مع نسمات الربيع في خيالات جميلة، وتنشر في الفضاء وبين النجوم حديث الشوق ولوعة اللقاء ولهفة وداع الحبيب. وأنا من بعيد أهمس لها بحرقة: التفتي إلى عالمي. ناديتهم.. هناك وسط الدجى، وخلف الأسوار، وتحت الأشجار، وبجانب الأنهار. كلهم يسبحون في عبقٍ غريب، ولا أحد منهم يريد أن يلتفت إلى عالمي. من حينٍ إلى آخر تقودني نظراتي المُتمرّدة إلى عالمهم ويتكسّر سكوني وتتحطّم خلوتي المُقدّسة مع البحر. شيء ما بداخلي يُناديني، يهزّني، يحثّني على الوقوف مُنتصباً والصراخ بصوت يزلزل الفلسفة والتاريخ وجميع العلوم والفنون ويصدح في الجموع: التفتوا إلى عالمي. لكني ألجم هواجسي وأعود لخلوتي ومُناجاة الأمواج، أعاتبها على لطم الصخور وتلومني على طمس ظلمة الذكريات. أتألّم وأتأوّه.. ثم أقوم بحركةٍ لا إرادية بيدي وكل جسدي؛ فأنتبه إلى عيون تراقبني بحذر يكتم شكاً في سلامتي العقلية. أنتفض مُتمتماً بكلمات مُبهمة وأخرى واضحة. بصوت خفيت وآخر جهوري، أساءل الأحداث وأستحضر حكاياتي الحزينة وألطمها بابتسامة واهية فتلطمني بآهات قاسية، أقوم منفعلاً وأشتم عالمهم وأترك خلفي مشاهد من أحلامي المُحطّمة فوق رمال عابثة وأكتم صرخة ثائرة في أعماقي، تدعو الفراشات إلى الالتفات إلى عالمي. Citer Link to post Share on other sites
Guest December Posted September 26, 2020 Partager Posted September 26, 2020 C'est toi qui a écrit ça Capo? Citer Link to post Share on other sites
Capo 372 Posted September 26, 2020 Author Partager Posted September 26, 2020 @December Tiré du web.. D'une rubrique culturelle.. Citer Link to post Share on other sites
Guest December Posted September 26, 2020 Partager Posted September 26, 2020 Ok, c'est joliment exprimé, un texte orné de proses. Citer Link to post Share on other sites
Vanny 425 Posted September 27, 2020 Partager Posted September 27, 2020 لم اكن اعلم ان الفراشات تئن! ياللمسكينة، انها رقيقة و الوانها زاهية، لا يمكن لهكذا جمال ان يئن ! Citer Link to post Share on other sites
Narciss 50 Posted September 28, 2020 Partager Posted September 28, 2020 Tristement beau... Il y a 16 heures, Vanny said: م اكن اعلم ان الفراشات تئن! ياللمسكينة، انها رقيقة و الوانها زاهية، لا يمكن لهكذا جمال ان يئن جمال الصورة احيانا يخفي كآبة و حزن بحجم الجبال Citer Link to post Share on other sites
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.