Jump to content

انقطاع التواصل بين الاجيال ادى الى جهل اط&#160


Recommended Posts

كن يحظين باحترام كبير من طرف أهل العروسين

“المسادنات”.. موروث ثقافي ارتبط بأعراس قسنطينة القديمة

2010.07.06

 

كانت تعد من الأركان الأساسية لأي عرس وإعلانه على خطى سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أفراح الزواج، ولا يمكن الإنطلاق في التحضير و الإعداد إلا بها. وكانت تملك مكانة جد مرموقة لدى أسرتي العريس والعروس.. هي “المسادنة” أو”المسادنات”

للأسف الشديد بات سكان قسنطينة لا يعرفون هذه العبارة أو عمل هذه الأخيرة، وقد حاولنا سبر الآراء لمعرفة مدى اطلاع هؤلاء النسوة عليها إلا أننا تفاجأنا أنه من بين 25 طرح عليهن السؤال، واحدة فقط تعرف المسادنة.

وقد جاء على لسان السكان الأصليين من النسوة الطاعنات في السن وبعض المهتمين بتاريخ قسنطينة، أن المسادنات كن يعرفن منذ القدم بصورة كبيرة داخل المجتمع القسنطيني، وهي عبارة عن مجموعة من النسوة يحددهن أهل العريس أو العروس 15 أو 10 أيام قبل العروس، وتوكل لهن مهمة الإشراف على دعوة العائلة والأحباب، حيث يفصلن كيفية العرس والتوقيت وكل ما له علاقة بيوم العرس، وعادة ما يكن من اللواتي يتمتعن باحترام كبير ومن المتقدمات في السن.

 

كما أن اسم مسادنة كان يمثل لهن العزة، باعتبار أنهن حظين بتقدير العائلات بغرض تمثيلهن. كن يرتدين الملاية السوداء الجميلة والتي يصاحبها العجار الأبيض، بعد أن يتعطرن ويضعن الكحل والحنة مع “ڤندورة” زاهية ليعبرن عن الفرح.

ويدوم عمل المسادنات يوما كاملا يتنقلن فيه من منزل إلى آخر، يطرقن أبواب المنازل، وبمجرد الفتح تقوم إحداهن بالزغاريد ثم تدخل إلى البيت و وجه الدعوة للعائلة كلا باسمه، على أن تكون أولاها لرب البيت والرجال قبل النساء.

بالمقابل فإن صاحبات المنزل المقصود يوجب عليهن تعطير المسادنات ومنحهن مقدارا من المال وإلا فسيُفهم أن هذه العائلة لا تريد الحضور.

 

وللمسادنات الشرف في اختيار المنزل الذي سيتناولن فيه وجبة الغذاء، وهو المنزل الذي يكون له الحظ الأوفر من الإعجاب والإحترام، ونفس الشيء بالنسبة لقهوة المساء أو “هوة العصر” على حد قول سكان قسنطينة. من جهة أخرى فإن العائلة التي لا تحضر عندها المسادنة تعد خارج قائمة المدعوين. كما عرف البعض المسادنة على أنها مرادف لكلمة “مستأذنة”، والتي تريد أن تستأذن لدخول المنزل ونقل الخبر السار، فيما يقول البعض إنها اسم علم لامرأة اسمها “ماسادنة”، فيما يرجح البعض أنها كلمة تركية.

 

وعن سبب ضياع هذا الموروث البديع الذي كان يضفي نكهة خاصة على الأعراس ويعبر على حضارة مدينة سيرتا القديمة، فهو يعود أساسا إلى التخلي الكثير من الشباب عما هو تقليدي والإقتياد وراء كل ما هو مستورد، كما أن التكنولوجيات الحديثة مثل الهاتف النقال قضت على “المهنة”، بالإضافة إلى تشتت العلاقات الإجتماعية وسعي كل عائلة للقيام بالأعمال المتعلقة بالعرس على انفراد وفي دائرة ضيقة.

 

وردة نوري

جريدة الفجر

Link to post
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Répondre

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

×
×
  • Create New...