Jump to content

سودانيون يجلدون بالسوط لاستعراض شجاعتهم


Recommended Posts

2010-10-03-17-31-43.jpg

 

السودان ـ رويترز ـ في تقليد توارثه الأجيال في شمال السودان لاستعراض الشجاعة أمام الفتيات والنساء يعري الشبان ضيوف حفلات الأعراس في بعض القبائل النصف الأعلى من أجسادهم أثناء الاحتفال بالعرس ليسمحوا للعريس بجلدهم حتى ينزفوا دما في بعض الأحيان.. وإمعانا في إظهار الشجاعة لاينبس أي منهم ببنت شفة أو تأوه أو حتى يظهر اكتراثا بما يجري له.

وبموجب هذا التقليد المعروف محليا باسم البطان يحرص الشبان على وجه الخصوص على أن يتعرضوا للجلد ليستعرضوا نضجهم وشجاعتهم.

 

والعريس الذي يجلد أقرانه تعرض شخصيا للجلد مرات عدة في حفلات عرس سابقة. ويحل دوره (في حفل عرسه) ليكون الجلاد.

 

وقال عريس يدعى عبد الحميد حميد لتلفزيون رويترز "والله يا أخي نحن عاداتنا ان فيه جلد وكده في العرس. وبيكون الجلد سلف ودين .. يعني مرات بيكون انت بتنجلد وفيه ناس بيجلدوك وكده. بمعني انك اذا جلدت شخصا ما عليك ان تتوقع ان يجلدك هو في المرة القادمة."

 

ففي قرية أم علي ينقر ضيوف حفل عرس على الطبول ويغنون ليشجعوا الشبان على المشاركة في حفل أو مهرجان الجلد. ويرقص الشبان ويتقافزون ليظهروا ثقتهم ويتفاخرون قبل المشاركة في التقليد القديم.

 

وقال شاعر من القرية يدعى أمير بشير "الجلد الهدية تقليد حق (قبيلة) الجعليين. السوط أصلا حق الجعليين.. يعني في منطقة شندي والدامر وبربر في السودان..دي أصلا منطقة السوط."

 

وفي حفل عرس آخر قال عريس يدعى طه عبد الحكم ان التقليد ليس قاصرا على قبيلة بعينها فقط.

 

وقال "الحقيقة ان السوط من التراث الشعبي. يعني لشمال السودان بصفة عامة..قبائل شمال السودان المختلفة. وعندنا كقبيلة الرباطات يعني السوط تراث أصيل في قبيلتنا وعنده جذور ضاربة في التاريخ."

 

وبينما يتعرض الرجال والشبان للجلد في حفل الزفاف تقوم فتيات ونساء القرية بتشجيعهم بالغناء والرقص ليظهرن افتخارهن برجالهن.

 

وقالت امرأة من قبيلة الجعليين تدعى زهرة "والنسوان طبعا بيحمسن الرجال انهم يجلدوا حتى لا يبدو عليهم أي توتر وهم بينجلدوا."

 

ونشأت مهرجانات أو حفلات الجلد في الأعراس في المناطق الريفية بالسودان لكنه انتقل الى المدن وانتشر فيها الآن. ففي الخرطوم مثلا يطبق لكن في ظل عزف الموسيقى وصوت قرع الطبول وترديد أغان عن الشجاعة والفخر والأفكار القبلية.

 

وقال مطرب شعبي في الخرطوم يدعى كمال ادريس "اذا قيل لرجل انه سيجلد دون ان تعزف حوله كل الموسيقى والاحتفالات فانه قد يغضب لأن الأغاني والموسيقى تحمس الناس لينسوا أنفسهم ويخلعوا ملابسهم دون تفكير...ويصبحوا جاهزين للجلد."

 

ويسهم الاحساس بنسيان الذات في تشجيع الشبان الصغار من أبناء القبيلة على المشاركة في الاحتفالات.

 

وقال رجل يدعى الشيخ عباس وهو واحد من كبار رجال قبيلة الجعليين "أنا (حين كنت شابا) كنت لما ما يجلدوني في العرس بافوت الحفلة وبأطلع أخليها (أتركها) كلها. لكن لما أنجلد أشعر براحة يعني وأكون متكيف كيف شديد."

 

فاستعراض الشهامة والشجاعة بالنسبة للشبان وسيلة من وسائل تكريم الأجيال الأكبر سنا والتقاليد العائلية. وهم يتطلعون أيضا لليوم الذي سيصبحون فيه أنفسهم عرسانا ليحل دورهم في التلويح بالسياط وجلد الشبان الآخرين.

 

Source : Alquds Al arabi

Link to post
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Répondre

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

×
×
  • Create New...