Jazairi 10 Posted September 4, 2011 Partager Posted September 4, 2011 زمن الربيع العربي: العلاقات الجزائرية- الليبية نموذجا عاد المد والجزر إلى العلاقة الجزائرية الليبية. فبوتفليقة الذي عرف كيف يروض القذافي، عليه بناء سياسة ثنائية جديدة مع قيادة المجلس الانتقالي والحكومة الليبية القادمة. ميدل ايست أونلاين بقلم: محمد اللمداني يتساءل الكثيرون مما نلتقيهم بشكل يومي، عن السبب الحقيقي الذي يلف الهدوء في الجزائر، وأن الشعب لم يتحرك ضد النظام الحاكم كما حدث في مصر، ليبيا، المغرب، تونس واليمن وأخيرا سوريا. ولكن زادت الأمور سوءا.. عندما بدأ الكثير من الناس يتساءل عن الموقف الجزائري تجاه ما حدث ويحدث في ليبيا، إضافة إلى رفض الجزائر للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، فزادت التنبؤات عن مستقبل منطقة المغرب، وبأنه سيكون زاخرا في التوترات خلال السنوات القادمة، وبناء على كل ما سلف سنتعرض في مقالنا هذا إلى وضع الجزائر الخاص، إضافة إلى العلاقات الليبية-الجزائرية الشائكةّ. الجواب على هذا السؤال الأول البسيط، المعقد في بنيته يحتاج إلى معرفة حقيقية لما عاشته الجزائر منذ الاستقلال وحتى الوقت الحالي، زمن الربيع العربي. لمحة تاريخية استقلت الجزائر عام 1962، وضحت بعشرات الآلاف من الشهداء من أجل تحررها، ولم يمض عام على استقلال البلاد حتى هاجمت المغرب الجزائر، وحاولت احتلال ولاية "تندوف" الحدودية، وانطلق في ذلك الوقت ما سًمي بحرب الرمال، واستطاعت الجزائر أن تنهي حرب الرمال لصالحها، وتطوي هذا الملف مع جارتها المغرب. ومرت السنوات سريعا، حيث شاركت الجزائر بقوة في كل الحروب العربية ضد إسرائيل، فقد شاركت في حرب 1967، وفي حرب 1973، وكالعادة ضحت بدماء جنودها من أجل أن يبقى التراب العربي حرا، خاليا من أي دنس. وجاءت الأزمة مع المغرب عام 1975، حول قضية الصحراء الغربية، فقد عرض الملك الراحل الحسن الثاني على الرئيس الراحل هواري بومدين تقاسم الصحراء الغربية بينه وبين الجزائر، وذلك بعد انسحاب الاحتلال الإسباني منها عام 1975، وفيما بعد الموريتانيين الذين دخلوا الصحراء الغربية في محاولة لضم جزء منها، فكان رد بومدين "لقد تم احتلالنا 131 عاما من طرف فرنسا، وناضلنا من أجل أن نتحرر، فلا يمكننا أن نحتل شعبا يريد الحرية". التآمر على الجزائر واستمر الوضع على ما هو عليه، إلا أن بدأت انتفاضة أكتوبر عام 1988، وتم ترك الجزائر وحيدة لقدرها، ولم يتحرك أحد لنجدتها، بل عملت دول عربية لزيادة التأزيم فيها، وحاولت أن تزيد الأزمة وذلك من خلال دعم الجبهة الإسلامية للإنقاذ وفيما بعد الجماعات الإسلامية المسلحة مثل السعودية التي صدرت أفكارها الوهابية، وأرسلت فتاويها من أجل إعطاء الجماعات الإسلامية المسلحة التبرير لذبح وقتل المدنيين، وكذلك ليبيا التي كان عبد السلام جلود قد لعب دورا في إرسال مقاتلين إسلاميين متشددين للمشاركة مع الجماعات الإسلامية المسلحة. ونتيجة للوضع الأمني المتدهور، وتدهور أسعار البترول منذ عام 1984، تأزمت أمور الجزائر المالية، وأصبحت الخزينة خاوية، فطلبت الجزائر قروضا من ليبيا، فكان الرد بالرفض، بل إن عبدالسلام جلود (الرجل الثاني في ليبيا آنذاك)، كان يقوم بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة (وليس صحيحا أن عبدالسلام جلود تم عزله من مناصبه في ليبيا بسبب خلافه مع العقيد معمر القذافي كما يدعي الآن، بل بسبب دعمه للإسلاميين، ومحاولته مساعدتهم لمساعدته فيما بعد للانقلاب عل القذافي)، ولم تجد الجزائر سوى حكومة إسبانيا التي وقفت وقدمت الدعم المالي اللازم دون شروط. واستمر مسلسل القتل والدمار في الجزائر، وتكاثرت الأيادي من أجل تأجيج الاقتتال الداخلي، من دول الجوار، تمتد إلى فرنسا وإلى الشرق الأوسط، والجزائر تعض على جراحها وحيدة تحاول أن تخرج من أزمتها، وتنزع شوكها وحيدة دون مساعدة من أحد. وانتهت الأزمة، رغم وجود بقايا للمسلحين الذين تحولوا إلى قاطعي طريق، ومرتزقة يعملون لحساب أطراف خارجية تعمل بكل جهد لتدمير الجزائر. Citer Link to post Share on other sites
Jazairi 10 Posted September 4, 2011 Author Partager Posted September 4, 2011 ... الربيع العربي ومع انتهاء الأزمة جزئيا، جاء ربيع الثورات العربية، وبدأت أصوات خارجية تطالب بالتغيير، وتدعو الشعب الجزائري للثورة والمطالبة بحقوقه! هنا في مونتريال على سبيل المثال، قامت مظاهرة أمام القنصلية الجزائرية في 2011 ضد النظام في الجزائر، كان عدد المتظاهرين لا يزيد على مائتي شخص، حتى أن الإعلام الرسمي الكندي تجاهلها، ولنا أن نتساءل لماذا لم تحشد هذه المظاهرة عددا أكبر، رغم أن عدد أفراد الجالية الجزائرية يزيد عن خمسين ألف مهاجر في عموم كندا، منهم خمسة وأربعون ألفا في مونتريال؟ ونفس المشهد في الجزائر، بضع مئات يتظاهرون، والجميع ينظر إليهم علامة الريبة والتساؤل.. إن الجزائر التي لا زالت تضمد جراحها بعد الحرب التي عاشتها واستمرت لسبع سنوات (1993-2000)، وراح ضحيتها حوالي مائتي ألف قتيل، تحتاج إلى وقت ليس بالقصير من أجل تضميد جراحها وحل كل أزماتها، من السكن إلى البطالة إلى محاربة الفساد والمحسوبية إضافة إلى محاربة الطبقة الجديدة التي اغتنت من زمن الحرب والتي تحاول أن تتربح من الأزمة، وكل شيء يتم تضميده خلال سنوات، وليس خلال وقت قصير! لماذا لا ينتفضون في الجزائر؟ لأنهم عندما كانوا يعانون، ويُقتلون ويُذبحون، كان الجميع في العالم العربي ينظر إليهم من بعيد نظرة غريبة، ولم يمد أحد يد العون لبلد كان سباقا لعون إخوانه من العرب في كل مكان، رغم أن الجزائر كانت واقفة دائما إلى جانب العرب في قضاياهم، وخاصة الفلسطينيين الذين اختاروا أرض الجزائر عام 1988 لإعلان دولتهم على أرضيها. الدبلوماسية الجزائرية اعتمدت الدبلوماسية الجزائرية على مبدأ التعامل بالمثل، وعلى عدم التدخل بشؤون الآخرين.. وبناء على هذا المبدأ، حاولت الجزائر أن تنأى بنفسها عن أي خلافات في العالم العربي، بل كانت تلعب دورا في تصفية العلاقات العربية-العربية، والفلسطينية- الفلسطينية.. فكان دورها دائما في نزع فتيل الحرب، فعندما كنت أنزل إلى مبنى حركات التحرر في وسط العاصمة الجزائرية، كنت أجد مكاتب لحركة أمل، والحزب الشيوعي وغيرها من الحركات السياسية في لبنان ليس هناك أفضلية لأحد على آخر، كما كان يوجد مكاتب لكل الفصائل الفلسطينية على اختلافها. وعندما قام حافظ الأسد بانقلابه عام 1970 على رفاقه، هرب جزء منهم إلى الجزائر مثل إبراهيم ماخوس، الذي كان وزيرا لخارجية الرئيس نور الدين الأتاسي، فاستقبلته الجزائر وفتحت له أبوابها، لأنه في يوم من الأيام ناضل إلى جانب الثوار الجزائريين في ثورتهم ضد الاحتلال الفرنسي، وعمل طبيبا للمجاهدين، كما أن الرئيس بومدين تدخل لدى الرئيس السوري حافظ الأسد لإطلاق سراح الرئيس نور الدين الأتاسي، فرفض الأول.. ومات الأخير في سجنه منتصف التسعينيات، فما كانت من الجزائر إلى أن قامت بتسمية مستشفى باب الواد باسم الرئيس الراحل، اعترافا بفضله على الثورة الجزائرية لأنه كان أحد الأطباء الذي عالج المجاهدين الجزائريين أثناء ثورة التحرير. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فاعتمدت السياسة الجزائرية على مبدأ "ما يريده الفلسطينيون، نحن نريده" لم تتدخل يوما في الشأن الفلسطيني كما فعلت غالبية الدول العربية، بل حاولت أن ترأب الصدع بين الفضائل الفلسطينية المتناحرة، وكانت آخر المحاولات الجزائرية لتقريب وجهات النظر بين أبناء حركة فتح، عندما عُقدت مفاوضات عام 1988 بين فتح- عرفات، وفتح- أبو نضال.. وتم تسريب وجود الأخير في الجزائر إلى السفارة الأميركية، فأصدرت وزارة الخارجية الأميركية آنذاك احتجاجا على استقبال أبو نضال على الأراضي الجزائرية، فما كان من حكومة الجزائر في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد أن ردت" أن الجزائر ترفض التدخل في شؤونها، ولن تقبل من أحد أن يقول لها ومن تستقبل". العلاقات الجزائرية- الليبية لم تكن العلاقات الجزائرية-الليبية دائما في حالة جيدة، وذلك يعود إلى مزاج العقيد معمر القذافي، الذي كان يبحث عن أي دور يلعبه هنا أو هناك، فالقذافي قام بدعم مقاتلي الصحراء الغربية ثم تخلى عن هذا الدعم بعد أن وجد أن ما يقوم به يضر بمصالحه مع المغرب التي استقبلت معارضيه على أراضيها. إن الحكومة الليبية في عهد العقيد معمر القذافي كانت تخضع لمزاجية هذا الأخير دون النظر إلى مصلحة البلاد، وذلك على عكس الحكومة الجزائرية التي كانت سياساتها واضحة وثابتة خاصة فيما يخص قضايا التحرر العالمي، مثل الأبارتيد في جنوب إفريقيا (حيث كانت الجزائر من أول الدول التي زارها نيلسون مانديلا اعترافا منه بما قامت به الجزائر لصالح تحرر السود). كان العقيد يذهب شرقا وغربا يوزع أمواله هنا وهناك في إفريقيا وعلى الحركات المسلحة الأوروبية مثل الجيش الإيرلندي، وعندما ذهبت الجزائر إلى ليبيا منتصف التسعينيات طلبا لقرض مالي، رفض العقيد أن يعطي لهم أي قرض، مبررا أنه لا يملك أي مال يقدمه لهم. ولم يتوقف هنا.. بل حاول أن يلعب دورا في الأزمة الجزائرية، إلى حين ذهب مستشار الرئيس الجزائري اليمين زروال، الجنرال محمد بتشين، وأوصل رسالة واضحة لحكومة العقيد بعدم التدخل بالشؤون الجزائرية! وبدأت العلاقات بين مد وجزر، إلى حين مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2000، الذي استوعب العقيد القذافي، لدرجة أن هذا الأخير عندما قام بزيارة إلى الجزائر عام 2003، سمح له الرئيس بوتفليقة أن يتحرك كما يريد، حيث ألقى العقيد محاضرة في اتحاد الكتاب الجزائريين، وقام بزيارات مختلفة في الجزائر، وحاول الترويج لكتابه الأخضر، لكنه لم يجد آذانا صاغية لما يقدمه، فعاد من حيث أتى. الموقف الجزائري من الأزمة عندما بدأ الشعب الليبي ينتفض ضد حكم العقيد القذافي في السابع عشر من فبراير/شباط الماضي، رد عليهم العقيد بدموية، وقتل منهم من قتل، وكان يبدو أنه سيقوم بسحق الشعب الليبي في منطقة بنغازي المعروفة بتمردها على الحكومة المركزية في طرابلس، فما كان من المنتفضين الليبيين إلا أن طالبوا بمساعدة حلف الأطلسي، وجاء الرد سريعا من الغرب لمساعدة الليبيين (الشعب السوري يُذبح منذ أكثر من خمسة أشهر ولم تتدخل الدول الغربية)، طبعا ليس لسواد عيونهم، بل لأن بلادهم ملأى بالبترول وقريبة إلى الغرب، وجاء التدخل سريعا، وتمت عمليات قصف ضد الذراع العسكري للقذافي. كان الموقف الجزائري حازما في هذه النقطة، حيث رفضت أي تدخل من الحلف الأطلسي، خاصة وأن الجزائر لا يمكن لها أن تقبل أن تكون على حدودها قاعدة عسكرية للحلفاء، خاصة وأن الثورة الجزائرية قاتلت الحلف الأطلسي أثناء سنوات تحررها، فبدأ النظر إلى المجلس الانتقالي الذي بدأ تشكيله مباشرة نظرة شك، خاصة وأن المعلومات المتوفرة لدى الحكومة الجزائرية أن هناك عددا من الإسلاميين الليبيين الذين قاتلوا مع الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر وتم تسلميهم إلى العقيد القذافي يشاركون في الحرب إلى جانب المجلس الانتقالي ضد كتائب القذافي، ومما زاد الطين بلة، أن الجزائر أبدت تخوفها من تهريب السلاح إلى أراضيها، ومن عودة الإرهاب إلى أراضيها كما كان في سنوات التسعينيات، ولم تمض أسابيع على تخوفات الجزائر حتى قامت "القاعدة في المغرب الإسلامي" التي تأخذ من الجزائر مركزا لها بالقيام بعمليات انتحارية، كان آخرها العملية الانتحارية المزدوجة، التي جرت في الأسبوع الأخير من رمضان، وكان هدفها المدرسة العسكرية "شرشال" وقُتل في هذه العملية ضابطين سوريين وضابط تونسي إضافة إلى ضباط آخرين جزائريين، على اعتبار أن هذه المدرسة تُعتبر من أهم المدارس العسكرية في شمال إفريقيا ويرتادها الكثير من الأفارقة والعرب. ارتفاع معدل العمليات الإرهابية في الجزائر، واستمرار العمليات العسكرية للناتو، وقيام الرئيس الفرنسي ساركوزي (وهو ما يشكل حساسية للعدو التاريخي للجزائر) بقيادة الحملة لصالح ليبيا ومحاولة إعمارها، إضافة إلى استمرار المجلس الانتقالي الليبي بتوجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة الجزائرية بتقديم المساعدات إلى حكم العقيد القذافي، كل ذلك دفع الجزائر أن تنظر نظرة مشبوهة إلى رجالات المجلس الذين يسعون إلى توتر العلاقات مع الجزائر، رغم أن هذه الأخيرة بقيت دائما حريصة على عدم التدخل في شؤون أي دولة عربية، ويبدو أن استمرار الحكام الجدد الليبيين في اتهام الجزائر، يأتي من أجل مصالح دول أخرى مثل فرنسا والمغرب، خاصة وأن هذه الأخيرة سربت أن الجزائر أرسلت مقاتلين صحراويين لمساعدة كتائب القذافي. خلاصة يبدو أن العلاقات الجزائرية – الليبية ستشهد مدا وجزرا خلال المرحلة القادمة، خاصة وأن الجزائر تطالب بالاعتذار عن اتهامها بإرسال مرتزقة لمساعدة العقيد القذافي، ويجب أن تتأكد الجزائر أن الحكومة الليبية القادمة ستلعب دورا في محاربة القاعدة في شمال إفريقيا، كما يجب أن تتأكد الجزائر أن الحكومة الليبية القادمة لن تسمح بإنشاء قواعد عسكرية أجنبية وخاصة فرنسية على أراضيها، كل هذه القضايا ستؤخر تطبيع العلاقات بين البلدين، خاصة وأنه دخل عامل جديد للتأثير على العلاقات بين البلدين وهو دخول جزء من عائلة العقيد معمر القذافي إلى الأراضي الجزائرية، وهو عامل كان له تأثيرات كبيرة على زيادة التوتر بين الطرفين. خاصة وأن ولادة عائشة القذافي على الأراضي الجزائرية، وتسمية مولودتها "أمل جانيت" على اسم المدينة التي وُلدت فيها سيكون له تأثير عاطفي كبير وضغط على الحكومة الجزائرية، التي لا يمكن أن تتخلى عمن لجأ إلى أرضيها وأعطى اسم ابنته لبلدة جزائرية. في النهاية.. رغم أن عددا من مسؤولي المجلس الانتقالي يتمتعون في خبرة سياسية، يبدو أنهم أخطئوا في حساباتهم تجاه الجزائر، والعودة إلى علاقات طيبة بين البلدين يحتاج إلى بعض الوقت، ربما عام أو عامين، لحين تشكيل حكومة منتخبة في ليبيا، والـتأكد أن ليبيا الجديدة ستكون حصنا منيعا ضد المتشددين والمسلحين الذين يحاولون أن يزعزعوا المنطقة، وإلى ذلك الحين نحن بانتظار ما ستلده الأيام القادمة. محمد اللمداني كاتب وصحفي - مونتريال/ كندا Citer Link to post Share on other sites
Jazairi 10 Posted September 4, 2011 Author Partager Posted September 4, 2011 رسالة من المسجد الأقصى إلى كل خائن خان وطنه [YOUTUBE]CP5HLuJ77mY[/YOUTUBE] Citer Link to post Share on other sites
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.