Jump to content

قصيدة البردة الاءمام البصيري


Recommended Posts

قصيدة "نهج البردة " للإمام البوصيري[b]

*******************

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا / على حبيبك خير الخلق كلهم

أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم/ مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم

مْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ/ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا/ وما لقلبك إن قلت استفق يهم

أيحسب الصب أن الحب منكتم / ما بين منسجم منه ومضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت/ به عليك عدول الدمع والسقمِ

وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى/ مثل البهار على خديك والعنم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني / والحب يعترض اللذات بالألمِ

يا لائمي في الهوى العذري معذرة / مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ

عدتك حالي لا سري بمستتر/ عن الوشاة ولا دائي بمنحسم

محضتني النصح لكن لست أسمعهُ / إن المحب عن العذال في صممِ

إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ

في التحذير من هوى النفس

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا / على حبيبك خير الخلق كلهم

فإن أمارتي بالسوءِ ما /أتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى / ضيف ألم برأسي غير محتشم

لو كنت أعلم أني ما أوقره /كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ

من لي برِّ جماحٍ من غوايتها / كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها /إن الطعام يقوي شهوة النَّهم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ/ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه/ إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة/ من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم

Link to post
Share on other sites

[COLOR="Blue"]قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي.[1] وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة.[2] وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة. وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبي. يقول الدكتور زكي مبارك: «البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال. وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول»[3][4]. وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد.

محتويات

[أخف] [/color]

Link to post
Share on other sites
Guest Simrane

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع

فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم

 

واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت

من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ

 

وخالف النفس والشيطان واعصهمــا

وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم

 

ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً

فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم

 

أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ

لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم

 

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه

وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ

 

ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً

ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم

 

(في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم)

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى

أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم

 

وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى

تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم

 

وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ

عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم

 

وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه

إن الضرورة لا تعدو على العصــــم

 

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن

لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ

 

محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـن

والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ

 

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ

أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم

 

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته

لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم

 

دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه

مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم

 

فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ

ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم

 

وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ

غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ

 

وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم

من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم

 

فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه

ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم

 

منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه

فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم

 

دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم

واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم

 

وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف

وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم

 

فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه

حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم

 

لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً

أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم

 

لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه

حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ

 

أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى

في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم

 

كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ

صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم

 

وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه

قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ

 

فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ

وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ

 

وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا

فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم

 

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا

يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم

 

أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ

بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم

 

كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ

والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم

 

كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه

في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم

 

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ

من معدني منطق منه ومبتســــــــم

 

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ

طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

 

(في مولده عليه الصلاة والسلام)

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره

يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم

 

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم

قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم

 

وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ

كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم

 

والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ

عليه والنهر ساهي العين من سـدم

 

وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا

ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي

 

كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل

حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ

 

والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ

والحق يظهر من معنى ومن كلــــم

 

عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم

تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم

 

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ

بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ

 

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب

منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم

 

حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ

من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم

 

كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ

أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى

 

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا

نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم

 

[(في معجزاته صلى الله عليه وسلم)

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة

تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم

 

كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت

فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم

 

مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة

تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم

 

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه

من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ

 

وما حوى الغار من خير ومن كــرم

وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم

 

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما

وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم

 

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى

خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم

 

وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ

من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم

 

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به

إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم

 

ولا التمست غنى الدارين من يــــده

إلا استلمت الندى من خير مســـتلم

 

لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه

قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم

 

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه

فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم

 

تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ

ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم

 

كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه

وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم

 

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه

حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم

 

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا

سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

 

(في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه)

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت

ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم

 

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ

وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم

 

فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى

ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم

 

آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ

قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم

 

لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا

عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم

 

دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ

من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ

 

محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ

لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم

 

ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ

أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ

 

ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا

ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم

 

لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ

وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ

 

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا

ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ

 

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه

لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم

 

إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى

أطفأت حر لظى من وردها الشــم

 

كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه

من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم

 

وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً

فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

 

لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا

تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم

 

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم

 

(في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم)

 

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

يا خير من يمم العافون ســــــــاحته

سعياً وفوق متون الأينق الرســــم

 

ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ

ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم

 

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ

كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم

 

وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً

من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم

 

وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا

والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم

 

وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم

في مركب كنت فيه صاحب العلــــم

 

حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ

من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم

 

خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ

نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم

 

كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ

عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم

 

فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ

وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم

 

وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ

وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ

 

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا

من العناية ركناً غير منهــــــــــدم

 

لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه

بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم

 

[في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم)

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه

كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ

 

ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ

حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم

 

ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه

أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم

 

تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا

ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم

 

كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم

بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم

 

يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ

يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم

 

من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ

يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ

 

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم

من بعد غربتها موصولة الرحـــم

 

مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ

وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ

 

هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم

ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم

 

وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً

فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم

 

المصدري البيض حمراً بعد ما وردت

من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ

 

والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت

أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ

 

شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم

والورد يمتاز بالسيما عن الســلم

 

تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم

فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم

 

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً

من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم

 

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً

فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ

 

ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته

إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ

 

ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ

به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم

 

أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه

كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم

 

كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ

فيه وكم خصم البرهان من خصـم

 

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً

في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم

 

[في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم)]

 

 

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

 

خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه

ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم

 

إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه

كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم

 

أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا

حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم

 

فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا

لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم

 

ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ

يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ

 

إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض

من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم

 

فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي

محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم

 

إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى

فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ

 

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه

أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ

 

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه

وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم

 

ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت

إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم

 

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت

يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ

 

 

 

 

 

 

sawmej7.jpg

Link to post
Share on other sites
Guest Simrane

]في المناجاة وعرض الحاجات)

 

يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا

واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

 

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه

سواك عند حلول الحادث العمـــــم

 

ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي

إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم

 

فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا

ومن علومك علم اللوح والقلـــــم

 

يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت

إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم

 

لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها

تأتي على حسب العصيان في القسم

 

يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ

لديك واجعل حسابي غير منخــــرم

 

والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه

صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم

 

وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ

على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم

 

ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا

وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

 

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ

وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم

 

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم

أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ

 

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا

واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

 

واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا

يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم

 

بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ

واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم

 

وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت

والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم

 

أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ

فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم

Link to post
Share on other sites
Guest Simrane
[COLOR="Blue"]قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي.[1] وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة.[2] وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة. وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبي. يقول الدكتور زكي مبارك: «البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال. وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول»[3][4]. وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد.

محتويات

[أخف] [/color]

 

Merciiiiiiiiiiiii Khouya une vrai kassida , je l'avais lu auparavant et je viens de poster la suite ,

Baraka allah oue fik

Link to post
Share on other sites

salam aleykoum

cette poésie contient du shirk

 

قصيدة " البردة " للبوصيري ، وبيان ما فيها من كفر

ar - en

Share |

لقد سمعتُ الكثير عن " البردة " أشياء عديدة البعض يقول : إنها جيدة ، ومفيدة ، والبعض الآخر يرى أنها شرك ؛ لأن بعض أبياتها يمتدح النبي صلى الله عليه وسلم بصفات الله . أتساءل : هل في نظركم أنها فعلا شرك فأجتنبها ؟

 

الحمد لله

أولاً :

قصيدة " البردة " تعدُّ من أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم إن لم نقل : أشهرها ، وقد نظمها " البوصيري " : وهو : محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي ، ولد سنة 608ه*ـ ، وتوفي سنة 696 هـ *.

وقد قيل في سببها : أن " البوصيري " أصيب بمرضٍ عُضالٍ ، لم ينفع معه العلاج ، وأنه كان يُكثر مِن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى رآه في المنام ذاتَ ليلةٍ ، وغطَّاه ببردته الشريفة ، وأنه لمَّا قام " البوصيري " مِن نومه : قام ، وليس به مرضٌ ، فأنشأ قصيدته ، والله أعلم بحقيقة ذلك .

 

ثانياً:

القصيدة المذكورة قد اشتملت على كفرٍ صريح، وقد تتابع العلماء من أهل السنَّة والجماعة على نقضها ، ونقدها ، وتبيين عوارها ، وكشف زيغها ومخالفتها لاعتقاد أهل السنَّة والجماعة .

ومن أبرز الأبيات التي انتُقدت في تلك القصيدة : قوله :

1. يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ***** سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم

2. إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي ***** عفواً وإلا فقل يا زلة القدم

3. فإن مِن جودك الدنيا وضَرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم

4. دع ما ادعته النصارى في نبيهم ***** واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

5. لو ناسبت قدره آياته عظما ***** أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم

6. فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

 

ثالثاً :

ومن كلام أهل العلم في نقض تلك الأبيات ونقدها :

1. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : " وأما الملك : فيأتي الكلام عليه ؛ وذلك أن قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) الانفطار/ 17 – 19 .

فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص المُلك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره : عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها ، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها ، فأين هذا المعنى ، والإيمان ، بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) : من قول صاحب البردة :

ولن يضيق رسولَ الله جاهك بي ***** إذا الكريم تحلي باسم منتقم

فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد ، وممن يدعى أنه من العلماء ، واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن : هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ) ، وقوله : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) ؟! لا والله ، لا والله ، لا والله ، إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمَّداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق ، لا والله ما استويا ، ولن يتلاقيا ، حتى تشيب مفارق الغربان .

فمن عرف هذه المسألة ، وعرف البردة ، ومن فتن بها : عرف غربة الإسلام " انتهى .

" تفسير سورة الفاتحة " من " مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب " (5/13) .

 

2 . قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله - : " من عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف إلى عبد الخالق الحفظي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فقد بلغنا من نحو سنتين : اشتغالكم ببردة " البوصيري " ، وفيها من الشرك الأكبر ما لا يخفى ، من ذلك قوله : " يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك " إلى آخر الأبيات ، التي فيها طلب ثواب الدار الآخرة من النبي صلى الله عليه وسلم وحده ...

وكونه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء لا يلزم أن يختص دونهم بأمر نهى الله عنه عباده عموماً ، وخصوصاً ، بل هو مأمور أن ينهى عنه ، ويتبرأ منه ، كما تبرأ منه المسيح بن مريم في الآيات في آخر سورة المائدة ، وكما تبرأت منه الملائكة في الآيات التي في سورة سبأ .

وأما اللياذ : فهو كالعياذ ، سواء ، فالعياذ لدفع الشر ، واللياذ لجلب الخير ، وحكى الإمام أحمد وغيره الإجماع على أنه لا يجوز العياذ إلا بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأما العياذ بغيره : فشرك ، ولا فرق .

وأما قوله : " فإن من جودك الدنيا وضرتها " : فمناقض لما اختص به تعالى يوم القيامة من الملك في قوله : ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ، وفي قوله تعالى في سورة الفاتحة : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي قوله تعالى : ( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) ، وغير ذلك من الآيات لهذا المعنى ، وقال غير ذلك في منظومته مما يستبشع من الشرك " انتهى .

"رسائل وفتاوى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد عبد الوهاب" (1/82) .

 

3. ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله – بعض الأبيات السابقة ، ثم قال: " فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .

منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلَّت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .

الثاني : أنه دعاه ، وناداه بالتضرع ، وإظهار الفاقة ، والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .

الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :

ولن يضيق رسول الله ... البيت

وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه ، والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً : فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .

الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره :

كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .

تناقض عظيم ، وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .

فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشفاعة ، ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله : فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ، وترجوه ، وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جميعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .

وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .

قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : ( وما أدراك ما يوم الدين . ثم ما أدرك ما يوم الدين . يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً . والأمر يومئذ لله ) ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا ؟! .

وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .

قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .

الخامس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : ( إياك نبعد وإياك نستعين ) الفاتحة ، وقوله تعالى : ( فإن تولوا فقـل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلـت وهـو رب العـرش العظيم ) ، وقوله : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً ) ، وقوله تعالى : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً . إلا بلاغاً من الله ورسالاته ) .

فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه .

قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) " انتهى .

" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد " (1/187-189) .

 

4. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

قرأتُ حديثاً فما مدى صحته ، وهو : ( من كان اسمه محمَّداً فلا تضربه ولا تشتمه ) ؟ .

فأجاب : " هذا الحديث مكذوب ، وموضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة ، وهكذا قول من قال : " مَن سمَّى محمَّداً فإنه له ذمة من محمد ، ويوشك أن يدخله بذلك الجنة " ! وهكذا من قال : " من كان اسمه محمَّداً فإن بيته يكون لهم كذا وكذا " ، فكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة ، فالاعتبار باتباع محمد ، وليس باسمه صلى الله عليه وسلم ، فكم ممَّن سمي محمداً وهو خبيث ؛ لأنه لم يتبع محمَّداً ، ولم ينقَد لشريعته ، فالأسماء لا تطهر الناس ، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعلا ، فمن تسمى بأحمد ، أو بمحمد ، أو بأبي القاسم ، وهو كافر ، أو فاسق : لم ينفعه ذلك ، بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل بطاعة الله ، ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمداً ، فهذا هو الذي ينفعه ، وهو طريق النجاة والسلامة ، أما مجرد الأسماء من دون عمل بالشرع المطهر : فلا يتعلق به نجاة ، ولا عقاب .

ولقد أخطأ البوصيري في " بردته " حيث قال :

فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمَّداً وهو أوفى الخلق بالذمم

وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ***** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل هذا المسكين لياذه في الآخرة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون الله عز وجل ، وذكر أنه هالك إن لم يأخذ بيده ، ونسي الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع ، وهو الذي ينجي أولياءه ، وأهل طاعته ، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو مالك الدنيا والآخرة ، وأنها بعض جوده ، وجعله يعلم الغيب ، وأن من علومه علم ما في اللوح والقلم ، وهذا كفر صريح ، وغلو ليس فوقه غلو ، نسأل الله العافية والسلامة .

فإن كان مات على ذلك ، ولم يتب : فقد مات على أقبح الكفر ، والضلال ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الغلو ، وألا يغتر بـ " البردة " ، وصاحبها ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .

" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 370 ، 371 ) .

وأقوال العلماء أكثر من هذا ، ويوجد من الأبيات ما فيه مجال للنقد ، لكننا اخترنا بعضاً من `ذلك ، وهو كافٍ في بيان المقصود ، وهو التحذير من هذه القصيدة ، وأنها احتوت على غلو ظاهر ، وكفر وزندقة .

وللمزيد في نقد هذه القصيدة : ينظر كتاب " العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية " للشيخ عبد الرحمن المغراوي "القسم الخامس" ( ص 139 – 154 ) ، ومقال " قوادح عقدية في بردة البوصيري " للشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف ، هنا :

ÞæÇÏÍ ÚÞÏíÉ Ýí ÈÑÏÉ ÇáÈæÕíÑí

 

والله أعلم

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

Link to post
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Répondre

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

×
×
  • Create New...