soumission1986 10 Posted November 8, 2014 Partager Posted November 8, 2014 (part 1)الآيتين المضافتين 128 و 129 من سورة براءة الآيتين المضافتين هما: 9:128 لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ 9:129 فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لقد إختلف المفسرون في تفسير وإنزال هاتين الآيتين وضمهما إلى المصحف حيث قَالَ يَحْيَى بْن جَعْدَة : كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَا يُثْبِت آيَة فِي الْمُصْحَف حَتَّى يَشْهَد عَلَيْهَا رَجُلَانِ فَجَاءَهُ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِر سُورَة بَرَاءَة " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسكُمْ " فَقَالَ عُمَر : وَاَللَّه لَا أَسْأَلك عَلَيْهِمَا بَيِّنَة كَذَلِكَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْبَتَهُمَا . قَالَ عُلَمَاؤُنَا : الرَّجُل هُوَ خُزَيْمَة بْن ثَابِت صاحب الشهادتين.!!! ولكن ما هو سبب كون هذا الرجل هو صاحب شهادتين؟ روى عنه ابنه عمارة أن النبي اشترى فرساً من سواء بن قيس المحاربي فجحده سواء، فشهد خزيمة بن ثابت للنبي ، فقال له رسول الله : "ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً" ؟ قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول الله : "من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه". ويلاحظ أن خزيمة قد وقع في شهادة الزور فبدلاً من تأنيبه ومعاقبته على فعلته فقد تمت ترقيته إلى أن أصبح صاحب الشهادتين, مناقضاً بذلك قول الله تعالى : 2:282 يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامراتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا ياب الشهداء اذا ما دعوا ولا تساموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة وادنى الا ترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها واشهدوا اذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم فالقصة الملفقة توضح هنا أن الشاهد الزور " خزيمة" كان يجب أن يكون معه شاهداً آخر ليشهد على بيع الفرس حتى يكتمل الحق. هذا أولاً, أما الأمر الآخر, فهو أن الرسول علم أن خذيمة لم يكن حاضراً ليشهد بصفقه بيع الفرس هذه, وهذا وحده يجعل من شهادة خزيمة تقع في الفسق والبعد عن أمر الله وتقواه وتجعل الرسول شريكا له بهذه الشهادة لندخل الآن في موضوع تفسير أهل السلف لهاتين الآيتين: رَوَى يُوسُف بْن مِهْرَان عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ آخِر مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسكُمْ " (وهذا يناقض تصاريح العديد من روايات أواخر ما أنزل من القرآن فمنهم من يقول أنها البقرة 281, ومنهم من قال أنها المائدة 3). وَهَاتين الْآيَتين وَإِنَّمَا أَثْبَتَهُمَا عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِشَهَادَتِهِ وَحْده لِقِيَامِ الدَّلِيل عَلَى صِحَّتهَا فِي صِفَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعتبرها قَرِينَة تُغْنِي عَنْ طَلَب شَاهِد آخَر, فمن جملة هؤلاء المفسرين من اعتبر جملة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) على أن الرسول أتى إلى البشرية جمعاء ولا علاقة لها لا بالعرب أو بأهل قريش, لأن مجموعة المؤمنين به كانوا من أجناس متنوعة من الفرس والروم بالإضافة للعرب. وإختلف إبن كثير في هذا التفسير فاعتبر أن كلمة من أنفسكم تدل على العرب فقط, لأن الله أرسل كل رسول بلغة قومه, وأكد هذا التفسير الطبري في تفسيره أيضاً وأضاف أنها عبارة سؤال نصه: (فَتَتَّهِمُوهُ عَلَى أَنْفُسكُمْ فِي النَّصِيحَة لَكُمْ). ولكن إبن كثير أورد حديث بعض الصحابة على أن هذه الآية تدل على أن سلالة الرسول كانت سلالة لا سفاح بها فاستشهد بحديث للرسول يقول فيه (خَرَجْت مِنْ نِكَاح وَلَمْ أَخْرُج مِنْ سِفَاح). أما القرطبي فاعتبر أنها تدل على نسبه وحسبه (مِنْ أَنْفُسكُمْ " يَقْتَضِي مَدْحًا لِنَسَبِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ مِنْ صَمِيم الْعَرَب وَخَالِصهَا). وَقَرَأَ عَبْد اللَّه بْن قُسَيْط الْمَكِّيّ مِنْ " أَنْفَسكُمْ " بِفَتْحِ الْفَاء مِنْ النَّفَاسَة ; وَرُوِيَتْ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ فَاطِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَيْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَشْرَفكُمْ وَأَفْضَلكُمْ مِنْ قَوْلك : شَيْء نَفِيس إِذَا كَانَ مَرْغُوبًا فِيهِ . وَقِيلَ : مِنْ أَنْفُسكُمْ أَيْ أَكْثَركُمْ طَاعَة . وأورد ابن كثير قصة أخرى عن هاتين الآيتين فقال : وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا رَوْح حَدَّثَنَا عَبْد الْمُؤْمِن حَدَّثَنَا عُمَر بْن شَقِيق حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَنَّهُمْ جَمَعُوا الْقُرْآن فِي مَصَاحِف فِي خِلَافَة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَكَانَ رِجَال يَكْتُبُونَ وَيُمْلِي عَلَيْهِمْ أُبَيّ بْن كَعْب فَلَمَّا اِنْتَهَوْا إِلَى هَذِهِ الْآيَة مِنْ سُورَة بَرَاءَة " ثُمَّ اِنْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّه قُلُوبهمْ " أي الأية (127) (ولم يكملها إلى نهايتها في روايته هذه). فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا آخِر مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن فَقَالَ لَهُمْ أُبَيّ بْن كَعْب إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِي بَعْدهَا آيَتَيْنِ " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسكُمْ " إِلَى آخِر السُّورَة قَالَ هَذَا آخِر مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن فَخَتَمَ بِمَا فَتْح بِهِ بِاَللَّهِ الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَهُوَ قَوْل اللَّه تَعَالَى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " الأنبياء 25 وَهَذَا غَرِيب أَيْضًا. والغريب الذي انتبه إليه إبن كثير هنا أن تكون الآية 25 من سورة الأنبياء هي تتمة الآية 129, وليست العبارة المدونة اليوم على أنها "عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ". وَقَالَ أَحْمَد : حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بَحْر حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَلَمَة عَنْ مُحَمَّد بْن إسْحَاق عَنْ يَحْيَى بْن عَبَّاد عَنْ أَبِيهِ عَبَّاد بْن الزُّبَيْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ أَتَى الْحَارِث بْن خُزَيْمَة بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِر بَرَاءَة " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسكُمْ " إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ مَنْ مَعَك عَلَى هَذَا ؟ قَالَ لَا أَدْرِي وَاَللَّه إِنِّي لَأَشْهَد لَسَمِعْتهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ وَوَعَيْتهَا وَحَفِظْتهَا فَقَالَ عُمَر : وَأَنَا أَشْهَد لَسَمِعْتهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : لَوْ كَانَتْ ثَلَاث آيَات لَجَعَلْتهَا سُورَة عَلَى حِدَة فَانْظُرُوا سُورَة مِنْ الْقُرْآن فَضَعُوهَا فِيهَا فَوَضَعُوهَا فِي آخِر بَرَاءَة. لاحظ التدليس في هذه الرواية وتناقضها مع ما قاله يحيى بن جعده: كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَا يُثْبِت آيَة فِي الْمُصْحَف حَتَّى يَشْهَد عَلَيْهَا رَجُلَانِ فَجَاءَهُ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِر سُورَة بَرَاءَة " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسكُمْ " فَقَالَ عُمَر : وَاَللَّه لَا أَسْأَلك عَلَيْهِمَا بَيِّنَة كَذَلِكَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْبَتَهُمَا أما هنا فقال عمر أنه قد سمعها من الرسول وأضاف الى ذلك: لَوْ كَانَتْ ثَلَاث آيَات لَجَعَلْتهَا سُورَة عَلَى حِدَة وعلى هذا الإعتبار فإنهم بروايتهم هذه قد جعلوا عمر بن الخطاب الشاهد الزور الثاني على نزول هاتين الآيتين ليصبح مجموع الشهداء إثنين من الصحابة. وهناك قصة أخرى تطعن بهذه القضية بأن خزيمة قد كان بعهدته ثلاث أيات فوضعت الثالثة في سورة الأحزاب. 33:23 من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا هناك رواية مفادها أن زيد كان عليه أن يتذكر آية فقدت من المصحف الذي جمعه زيد في عهد أبي بكر, "قال زيد : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت سمعت رسول الله يقرأ بها‚ فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري -من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه-فألحقناها في سورتها في المصحف" (الإتقان - السيوطي ص 130). موقف علي بن أبي طالب بشأن هاتين الآيتين: عندما أقترح أحد الكتبة إضافة آيتين لتكريم وتشريف النبي محمد . وباستثناء على ابن أبى طالب فقد وافق أعضاء الجماعة المشرفة على كتابة القرآن على هذا الاقتراح . وغضب على بن ابى طالب غضبا شديداً واعترض بشدة على تغيير ما كتبه النبي بنفسه . فهذا الغضب والثورة التي أظهرها على بن أبى طالب سجلتها عدة مراجع إسلامية وأشهرها (الإتقان في علوم القرآن) لجلال الدين السيوطى ، مطبعة الأزهر ، القاهرة ، مصر سنة 1318 هجرية وعلى صفحة 59 . قعد على بن أبي طالب في بيته فقيل ما أقعدك قال رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي الا لصلاة حتى اجمعه. ثم جاء في جعبة المفسرين من تفسير "العنت" التالي : جاء في تفسير الميزان : العنت هو الضرر و الهلاك. والقارئ للآية يجد أنها ابتدأت بفعل ماضي (لقد جاءكم). أي أنه سبب مجيئه لكم (عزيز عليه ما عنتم) وهو الضرر والهلاك الذي يتعرض له المؤمنون منكم. وهذا لا ينطبق أبداً على العرب في منطقة الجزيرة فهم كانوا كفاراً مشركين ولم يكونوا من أهل كتاب بل كانوا من الأميين أي من الأمم التي لم ينزل الله عليهم كتاب بعد, ولقد كانوا تجاراً مشهورين برحلة الشتاء والصيف وتأتي إليهم قوافل الحجاج سنوياً في أشهر الحج المعلومة (2:197) فيفتحوا بها الأسواق ويتاجرون بالبضائع الآتية إليهم فيشتروها وينقلوها إلى بلاد الشام. وفي عام الفيل انقض عليهم أبرهة الحبشي وحاول أن يغزوا الكعبة فنصر الله بيته. وفي يوم "ذي قار" انتصر العرب على الفرس وارتاحوا من دفع الأتاوات والضرائب وقويت شوكتهم. فأي عنت وهلاك وضرر تتكلم عنها هذه الآية؟ إذا حاولنا أن نقارن هذه الآية بما حصل لبني اسرائيل مثلاً من العنت الذي أصابهم من فرعون ومجيئ موسى عليه السلام من أجل أن يخلصهم من طغيان فرعون فالكلام صحيح وينطبق حاله على حالهم. أما أهل قريش فلا التاريخ ولا حتى القرآن يشهد على أنهم كانوا يعانون أياً من هذه المصاعب, بل على العكس تماماً فالعنت أتى على المؤمنين الذين نصروا الرسول من بعد مجيئه لهم وليس قبله ومن بعد إيمانهم به, فإضطروا بعدها إلى الهجرة مرتين: مرة إلى الحبشة في بداية الدعوة والمرة الثانية عندما هاجروا إلى المدينة. والسبب الثاني الذي يشير على التناقض في زيف هذه الآية: كأن الرسول قد جاء لقوم مؤمنين أصلا يعانون من العنت فغمرهم برأفته ورحمته. يبقى لدينا عبارة (جائكم رسول من أنفسكم) وكأنه خرج من أنفسكم وأنه ليس مرسل من الله, وكأنه يدعي الرسالة والله لم يبعثه بالرسالة, فالله تعالى في آيات القرآن يؤكد بعث الرسل من عنده حتى وإن جاء هذا الرسول من أنفس الناس المرسل إليهم, حيث يقول تعالى: 1- (لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) 3:164 لاحظ أن الله (قد مَنَّ) على المؤمنين بأنه قد (بعث) فيهم رسول. 2- ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين 16:89 لاحظ أن الله هو الذي (يبعث) الشهيد, وهو الذي (يجيء) بالرسول شهيداً على هؤلاء, أي الذين اتبعوه. Citer Link to post Share on other sites
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.